الأكوان المتعددة | شرح شامل ومبسط لنظرية الأكوان المتوازية - شباب ويب
الاثنين، 10 يناير 2022

الأكوان المتعددة | شرح شامل ومبسط لنظرية الأكوان المتوازية

تعرف على نظرية الأكوان المتعددة و العوالم المتوازية التي تدعي وجود عدة نسخ منك وكل نسخة من نسخك هذه يحدث لها ما كان يمكن أن يحدث لك أنت في عالمنا هذا ولكن في كون آخر وعلم آخر يختلف عن كوننا هذا !
شرح شامل ومبسط لنظرية الاكوان المتعددة حصرياً على مدونة شباب ويب


بدايتا كل واحد فينا مر في حياته بعدة اخطاء ، فأحيانا نقول كلام نتمنى أننا لم نقله أو نفعل أشياء نتمنى أننا لم نفعلها ودائما ما نتمنى أن يعود بنا الزمن للوراء لكي نصحح تلك الاخطاء ونغير تلك القرارات الخاطئة التي اتخذناها في حياتنا والتي لازلنا ندفع ثمنها الى اليوم ، بل أكثر من ذلك ربما أننا نتمنى أن نولد بصفات وراثية أفضل وبأشكال أجمل وفي عائلات غنية وفي بلدان متطورة ونعيش حياة مليئة بالرفاهية والمتعة الى أبعد الحدود !!
ببساطة تخيل أنه بإمكانك أن تحيا في هذا العالم بشكل مثالي وتختار لنفسك كل تفاصيل حياتك (المفروضة والمكتسبة) وأن تكون متميز بشكل أقصوي في كل شيء (الأقوى بدنيا والاجمل خلقيا والمحبوب من طرف الجميع والبارع في الطبخ والماهر في الطب والأنجح في إدارة مؤسسته وصاحب أكبر ثروة في العالم و و و .... الخ)
هذا تقريبا ما حاول أن يسعى إليه الممثل "Jet Li " في فلم الخيال العلمي the oneالذي يتحدث عن حدوث كل ذلك مع نسخك في الأكوان المتعددة ، حيث سعىGabriel Yulawلقتل جميع نسخه في الاكوان المتعددة لكي يكون هو الشخص الوحيد في الوجود وبالتالي يحظى بقوى خارقة !
ولكن طبعا بطلنا Gabe Lawنسخته التي تعيش في كوننا هذا أوقفه عن حده وأرسله الى سجن الخارجون عن القانون في مكان ما في هذا الكون :) 

طيب ، هيا بنا نرى مدى صحة هذا الخيال وهذه الفرضيات علمياً ونتعرف على تفاصيل نظرية الأكوان المتعددة التي قام عليها هذا الفلم الرائع والتي تدعي أنها تثبت وتبرهن صحة هذا الكلام علمياً ..

ما هي نظرية الأكوان المتعددة ؟
نظرية العوالم المتوازية أو الأكوان المتعددة (Multiverse) تقوم على ثلاثة أسس أو نظريات علمية وهي النظرية الكمية و نظرية الأوتار الفائقة و نظرية الفقاعات الكونية .. حيث أنها ظهرت وتطورت من خلال ظهور بعض النظريات والتفسيرات والافكار العلمية الحديثة كما سنرى ..
ظهور وتطور نظرية الأكوان المتعددة:
في عام 1954 قدم العالم ايفيريت (averett) فكرة تقول بأن هناك اكوان اخرى شبيهة بكوننا وهي أكوان موازية لبعضها البعض ومتفرعة من كوننا الذي هو بدوره متفرع عن أكوان أخرى ، وفي كل كون من هذه الأكوان هناك صورة للحياة التي في كوننا ولكن مع بعض الاختلافات حيث أن كل حدث كان يمكن أن يحدث في كوننا هو يحدث بالفعل في كون موازي آخر .. فمثلا في كون موازي معين الديناصورات لم تنقرض إنما استطاعت التكيف والبقاء على قيد الحياة بينما الانسان هو من انقرض ، وفي كون موازي آخر الحرب العالمية الثانية أنتهت بإنتصار دول المحور وليس الحلفاء ، وفي كون موازي ثالث برشلونا هزمت ريال مدريد في كل مباريات الكلاسيكو وكريستيانو اعتزل كرة القدم :)
الأكوان المتوازية وميكانيكا الكم:
في الحقيقة ايفيريت جاء بفكرة الاكوان المتعددةهذه في محاولة منه لحل أحد ألغاز ميكانيكا الكم وهو مبدأ عدم اليقين لهايزمبرغ أو معضلة القياس في ميكانيكا الكم والذي يقول أنه في حالة دراستنا لمادة كمية (جزيئات تحت ذرية) فإننا سنلاحظ أنها تتصرف بشكل غير منضبط وهذا ما يجعلنا غير متأكدين لا من طبيعة ولا من خصائص هذه المادة الكمية .. فمثلا عن دراستنا لسلوك الفتونات الضوئية نجد أنها أحيانا تتصرف كجسيمات particlesواحيانا اخرى تتصرف كموجات waves وذلك كما شرحنا في نظرية الكم ، وكما رأينا في شرح النظرية فإن كل تلك الجسيمات تكون موجودة بكل احتمالاتها في حالة superpositionاو التراكب الكمي ولكن بمجرد رصدنا لها تنهار دالتها الموجية ويحدث لها collapseوهكذا تعطينا احتمال واحد فقط (يعني عملية رصدنا له اجبره على اتخاذ حالة واحدة فقط يظهر فيها من بين كل الاحتمالات الاخرى) وهنا تدخل ايفيريت وقال بأن مايحدث عند الرصد او القياس ليس انهيار او collapseلتلك الاحتمالات بل أن كل تلك الاحتمالات تحدث بالفعل ولكن في أكوان أخرى متفرعة عن كوننا هذا عددها يساوي عدد احتمالات الرصد وبالتالي كل تلك الاحتمالات تحدث في هذه الاكوان المتعددة .. ولتبسيط الفكرة لنأخذ مثال عن قطة شرودينجر التي شرحناها في موضوع نظرية الكم:
قطة شرودينجر بعد مرور ساعة من وضعها في الصندوق كان لها احتمالان فقط:
  • -         اما ان تكون حية .
  • -         وإما ان تكون ميتة .

وحسب نظرية الكم هي القطة فعليا حية وميتة في نفس الوقت لأن كل ذرات المادة المشعة التي وضعت معها تتحلل ولا تتحلل في نفس الوقت ، وبالتالي فالقطة نفسها اصبحت في حالة تراكب كمومي (superposition) وهنا شرودينجر قال بأنه حينما نفتح الصندوق القطة لا محال ستتخذ إحتمال واحد فقط من الاحتمالين (مثلا حية) والاحتمال الآخر (الذي هو ميتة) يمحى أو يزول أو بتعبير رياضي ينهار (انهيار الدالة الموجية) ويختفي من الوجود تماما ، ولكن هنا ايفيريتاختلف مع شرودنجر وقال بأن الأحتمال الآخر يحدث بالفعل ولا يزول بل إنه يحدث في كون موازي آخر بمعنى أن القطة ستكون ميتة في كون آخر لدى شرودينجر آخرقام بنفس هذه التجربة على القطة ولكنه في كون آخر من هذا الوجود موازي لكوننا !
طبعا هذا الكلام معناه أن كل حدث يقع في كوننا ينجم عنه نشوء أكوان أخرى متفرعة عددها مساوي لعدد احتمالات نتائج الحدث الذي وقع بالفعل ، وهذا معناه أن هذه الاكوان المتعددة تتكون في كل لحظة وفي كل ثانية وأن عددها لا نهائي !
طبعا هذا الطرح النظري لــ ايفيريت أثار جدل واسع جدا وولد عدت أسئلة لا يوجد لها جواب منها:
متى بالضبط تكونت هذه العوالم أو الاكون ؟ وكيف يمكنها أن تتكون بهذه السرعة ؟ ام انها موجودة منذ البداية ؟ ولكن كيف وما علاقتها ببعضها البعض ؟ وأيها الكون الاصلي وأيها الكون التابع ؟
وغيرها الكثير من الاسئلة  .. وهذا ما جعل فكرة ايفيريت تقابل بالرفض من طرف معظم علماء الفيزياء واعتبرت مجرد خيال علمي ولذلك يعتبر هذا الأساس للنظرية هو الاساس الاضعف في نظرية الاكوان المتعددة وهذا ما جعل ملف نظرية الاكوان المتعددة يغلق ويرفض تماما في الاوساط العلمية لمدة طويلة جدا الى أن جاءت نظرية جديدة اسمها نظرية الاوتار الفائقة (Superstring theory) والتي أعادة الاعتبار لنظرية الاكوان المتعددة .
نظرية الاوتار الفائقة والاكوان المتعددة:
ما هي نظرية الاوتار الفائقة (Superstring theory) ؟
لزمن طويل كان يعتقد العلماء بأن "نواة الذرة" هي اصغر وحدة بنيوية للأجسام المادية الى أن جاء بور بنموذجه للذرة أين كشف أن نواة الذرة بدورها مكونة من جسيمات صغيرة موجبة الشحنة تسمى بروتونات ، وجيسمات أخرى تساويها في الحجم (عديمة الشحنة الكهربائية) تسمى نيوترونات وطبعا هي متماسكة مع بعضها البعض بفعل القوة النووية القوية وتدور حولها إلكترونات سالبة الشحنة الكهرائية .
وبعدها تم إكتشاف أنه حتى النيوترونات والبروتونات يمكن تفكيكها وهي تحتوي بدورها او تتركب من مجموعة جسيمات أصغر اسمها (الكوركات) وان هذه الكوركات هي اصغر وحدة بنوية للأجسام المادية (الوحدة التي لا يمكن تقسيمها لوحدات أصغر) .. الى أن جاءت نظرية الاوتار الفائقة  التي تقول بأن هذه الكوركات تتألف من حلقات او خيوط او شرائط من الطاقة تسمى بالأوتار الفائقة (Superstring) وهي فائقة الطول (لا متناهية الطول) وفائقة النحافة (سمك منعدم تقريبا) وهي تتذبذب وتهتز بإستمرار ، وحسب طريقة اهتزاز او تذبذب هذه الاوتار وشكلها يتحدد سلوك المادة ونوعها مثل وتر الغيتار او الكمان الذي يعطيك نغمات مختلفة حسب طريقة اهتزازه ، ومن هذه الأوتار وطريقة تذبذبها تتكون الكوركات وتباعا تتشكل الذرات والخلايا وغيرها من أنواع المادة .

الابعاد الكونية الستة لنظرية الاوتار الفائقة:

حين اراد العلماء دراسة هذه الاوتار رياضيا إكتشفوا أن هناك 6 ابعاد جديدة تضيفها نظرية الاوتار على 3 ابعاد المكانية التي نعرفها نحن (الطول – العرض – الارتفاع) بدون اعتبار بعد الزمن الذي جاء به آينشتاين في نظرية النسبية .
ولكن لماذا لا نرى هذه الابعاد الستة او نتحرك فيها مثل الابعاد الثلاثة المعروفة ؟
يفسر اصحاب هذه النظرية ذلك بقولهم بأن هذه الابعاد الستة هي خارج نطاق قدرتنا على الرؤية ، فمثلا لما تنظر لسلك كهربائي من بعيد ترى أنه يظهر فقط في بعدين (طول + عرض) كأي خط مرسوم على ورق ، ولكن لما تقترب منه بالقدر الكافي تكتشف أن له إرتفاع وهذا مايجعله ثلاثي الابعاد وأنه حقيقي وليس مجرد رسم ثنائي الابعاد .. ولكن طالما لم تقترب منه وتفحصه عن كثب سوف تظل معتقداً بأنه 2D أي ثنائي الابعاد فقط ، فكوننا غير قادرين عن ادراك هذا البعد هذا لا يعني أنه غير موجود تماما بل يعني فقط أننا لا نستطيع ادراكه والتأكد من وجوده من خلال النظر .
وبالتالي فحسب نظرية الاوتار الفائقة فإن كل شيء في العالم يتشكل من هذه الاوتار المتذبذبة وليس الكوارتز مثل ما كنا نعتقد ، وطالما هذه الاوتار تتحرك في 9 ابعاد فبالتالي هي قادرة على تكوين عوالم مختلفة في مستويات متوازية لكل مستوى عدد معين من الأبعاد بحيث لا يمكن لأي كائن في أي مستوى أن يعرف أو ايدرك المستوى الأعلى منه بسبب عدم قدرته على أدراك جميع الابعاد التي تتحرك فيها هذه الاوتار الفائقة ، وبالتالي هناك عدد كبير جدا من الأكوان ولكل كون من هذه الأكوان خصائص وميزات معينة تبعا لعدد الابعاد وبالتالي فعالمنا الثلاثي الابعاد هذا هو مجرد جزء من عالم كبير يحتوي على 9 ابعاد كونية وحوله عوالم متوازية كثيرة لا يمكننا رؤيتها .
مثال توضيحي:
ارجوا منكم التركيز جيدا مع هذا المثال لكي نفهم الابعاد الكونية و نظرية العوالم المتعددة .. تصور أننا وضعنا ورقة على طاولة مرسوم عليها مربعين صغيرين (مربع أ ومربع ب)  وكان على المنضدة مكعب
المربع (أ) سأل المربع (ب) كم حجمك ؟
فأجابه المربع (ب) حجمي هو 10مم2 فطولي 5 مم وعرضي 2 مم فقال (اي المربع أ) أنا اكبر منك فحجمي هو 60 مم2 فطولي 10 مم وعرضي 6 مم .. وهنا تكلم المكعب الموضوع بجانب الورقة وقال أنا أكبر من كلاكما فأنا حجمي 300 مم3 فطولي 10مم وعرضي 10مم وارتفاعي 10مم وهنا رد المربعان بإستغراب
كيف ذلك ؟ وما معنى ارتفاعك ؟ واين انت اصلا ولماذا لا نراك ؟ !!
فأجابهم المكعب أنتم لا ترونني لأنكم تعيشون في مستوى أفقي (ثنائي الابعاد 2D) أما أنا فأراكم جيدا لأنني أعيش في مستوى ثلاثي الابعاد 3Dوكوني في هذا العالم الثلاثي الابعاد جعلني أكتسب بعدا جديدة هو الارتفاع الى جانب بعدي الطول والعرض .
فقال المربع (ب) إذا انت تعيش في عالم آخر يختلف عن عالمنا نحن ؟
فقال نعم بالضبط فأنا اعيش في عالم موازي لعالمكم ويتميز بعدد أبعاد أكبر من عدد ابعاد عالمكم لذلك لا يمكنكم رؤيتي .. وهنا تدخل المربع (أ) وقال دعك منه يا صديقي فهو غير موجود وما تسمعه مجرد أوهام واصوات خيالية ولا يوجد شيء اسمه عالم متوازي ولا حتى مكعب !! :)

نظرية الفقاعات الكونية (bubble universe) والأكوان المتعددة:


هناك مثال جميل جدا ذكره براين غرين في كتابه the hidden realityنستطيع أن نفهم منه ببساطة معني الـ bubble universe .. يقول غرين:
تصور أن لدينا حفرة صغيرة في صحراء كبيرة وأتينا بطائرة  ورمينا منها كرة واحدة فقط بشكل عشوائي ، فهل تتواقع ان هذه الكرة تقع في الحفرة ؟؟
الجواب طبعا لا ، بل مستحيل او شبه مستحيل أن تقع الكرة في الحفرة لأن الاحتمال ضعيف جدا جدا .


والآن تصور أنك بدل أن ترمي كرة واحدة رميت ملايين بل ملايير ملايير من الكرات بشكل عشوائي من هذه الطائرة .. فهل تتواقع ان تسقط احدى هذه الكرات في الحفرة ؟؟
الجواب نعم ، احتمال كبير !


وتخيل ايضا لو أن هذه الحفرة فيها مياه والجو فيها مناسب فوجدنا بعض الفطريات بدأت تكبر وتعيش على الكرة .. هذه الفطريات لما كبرت سألت نفسها: نحن كيف وجدنا هنا ؟
وردت على نفسها لأن البيئة مناسبة والماء موجود والجو دافئ والهواء جميل ... كل هذه ظروف تسمح لنا بالوجود .
تفسير منطقي إلى حدا ما !


والآن تخيل موقف هذه الفطريات لو خرجت خارج الحفرة ورأت الكم الكبير والرهيب من الكرات التي حولها .. بعدما كانت تظن أنه لايوجد غير كرة واحدة وحفرة واحدة وحياة واحدة !
هو يقصد ان نحن هذه الفطريات وبنفس الطريقة التي تكون بها كوننا تكونت بها اكوان اخرى كثيرة ولكن نحن موجودين في هذا الكون لأن ظروفه مناسبة او الثوابت الكونية الخاصة به تسمح لنا بالوجود .
موقف الدين من نظرية الاكوان المتعددة:
رأي علماء الاسلام منقسم حيال هذه النظرية الى ثلاثة فرق:
الفريق الأول يؤيد فكرة وجود أكوان متعددة او عوالم متوازية قد تكون بالصورة التي وضحناها او بصورة لم يصلها العلم الحديث بعد ، ويقولون أن القرآن أشار الى وجود عوالم أخرى في أكثر من موضع منها مثلا:
ذكر وجود سبع سموات وسبع أراضي في قوله تعالى " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ " – سورة الطلاق آية 11
فهل هذه اشارة الى وجود سبع أكوان ؟ .. الله أعلم .
وفي سورة الفاتحة قوله تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" – سورة الفاتحة آية 02
فهل هذه اشارة الى وجود عوالم متعددة ؟ .. الله أعلم .
وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "خلق الله سبع أراضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وابراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى" .. حديث اسناده صحيح
بغض النظر عما إذا كانت هذه التفسيرات صحيحة او لا فإننا لا نستطيع أن ننكر أن هذه النظرية جعلتنا ننظر للآيات القرآنية من زوايا مختلفة ونحاول مقاربة النصوص الشرعية بطريقة مختلف عن السابق .
أما الفريق الثاني فيؤمن بالتفسير العلمي للقرآن ولكنه يعارض تماما فكرة وجود أكوان متعددة ويرى أن تفسير هذه الأيات والأحاديث له سياق مختلف ، وأن السموات هنا من علم الغيبيات التي لاينبغي لنا الخوض فيها فضل عن أن نبحث لها عن تفسير علمي .
أما الفريق الثالث فهم معترضين على نظرية الاكوان المتعددة ، ويرون أن هذه النظرية تعارض مبدأ أن الكون مسخر ومخصص للإنسان وليس العكس ، وأن هذه النظرية تنفي أننا المخلوقات الوحيدة في هذا الوجود لأن النظرية تدعي وجود مخلوقات أخرى في أكوان أخرى ، وهذا يعارض في نظرهم أننا الخلق الوحيد في هذا الوجود .. والله أعلم

خلاصة الموضوع:
نظرية الأكوان المتعددة ورغم أنها مدعومة من ثلاثة نماذج او نظريات مختلفة (نظرية الاوتار الفائقة وفكرة ايفيريت ونظرية الفقاعات الكونية) إلا أنها غير ثابتة علمياً وبراهينها غير كافية لجعلها ترقى او تقترب من كونها حقيقة علمية ، فهي نظرية ضعيفة جدا وتعجر وتفشل تماما أمام المئات من الاختبارات والأسئلة المحورية .. ولكنها برغم ذلك تحظى بتأييد كبير في الاوساط العلمية خاصة لدى العلماء الملحدين من أمثال ستيفين هوكيغ لأنهم يجدون فيها تأييد شبه علمي لإلحادهم القائم على فكرة الصدفة وأن كل شيء حدث بالصدفة وبالتالي حسب اعتقادهم فإن كل مانراه من نظام كوني بديع في كل اجزاء ومكونات الوجود من الذرة الى المجرة ما هو إلا محض صدفة والانسان نفسه جاء بطريق الصدفة !
طبعا هذا الطرح تعارضه كل الحقائق العلمية والنظريات المحكمة ولكن دائما الملحدون يجتهدون في تأويل وتفسير أي نظرية وفق ما يخدم قناعاتهم الإلحادية ومن هنا يكثر الجدل بينهم وبين علماء الدين أو المؤلهة .. ونظرية العوالم المتوازية او الاكوان المتعددة كما في نظرية التطور تحظى -كما ذكرت- بتأييد كبير جدا بين العلماء حيث أنه في عام 1995 جرى استفتاء بين 72 فيزيائي محترم نتيجته أن 58%من الفيزيائيين مؤيدين لفكرة وجود أكوان متعددة ومنهم ستيفن هوكينغ ، و 18% منهم رفضوا الفكرة ، و 13% قالوا ان هذا محتمل ولكننا غير مقتنعين ، و 11%الباقين لم يدلوا برأيهم .
فهل يا ترى أن هناك أكوان متعددة بالفعل وأنها تحتوي على مخلوقات مثلنا وفي أطراف موازية لكوننا هذا أم أن هذا الإحتمال غير وارد ولماذا ؟
وهل يمكن أن يكون عدد هذه الاكوان المتوازية هو سبعة أكوان فقط حسب ما اشارة إليه آية السموات السبع والحديث ؟ ام أن هذا التفسير لا يستقيم على هذا المعنى كما ذكر اصحاب الفريق الثاني ؟
اتمنى أن تشاركونا برأيكم حول الموضوع وشكرا

عربي باي